سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا بنت ملتزمة والحمد الله وأعيش في بيت في بعض من المنكرات مع ذلك إلا أن فيهم الخير
مشكلتي أن أمي مطلقة وأبوي تزوج على أمي والبيت دائما مشاكل
المهم مشكلتي هي أني أريد أتزوج شخص ملتزم وأعيش حياة إسلامية أنا أبغي الجنة بس مع أهلي ماراح أشوف الجنة ومستحيل تتغير حياتي في بيتنا؟؟
بس ما عمري أحد جاء وخطبني وأخواتي أصغر مني متزوجين وعندهم أبناء مع أني اصلي الليل وأصوم وأحب الخير وأعتبر في البيت الأم الثانية وأفتخر بس أحيانا أقول في نفسي ربي ما زوجني يمكن عشان أهلي محتاجين حيل في البيت او يمكن ابتلاء؟؟
بس والله ثم والله ثم والله بيتناجحيم لا يطاق عشان كذا أبي حياة سعيدة ساعدوني كيف اتزوج وكيف اغير جو هذا البيت والله بأموت من التفكير أبي أعيش حياتي
وفي نفس الوقت أجلس أفكر بأهلي مين راح يخدمهم بعدي وهذا كل تفكير وشلون أعيش حياتي مع هذا الجحيم والقهر مع اني مررررره ما أخرج من البيت إلا للضروره؟؟؟
ما رأيكم أي تعليق أو نصيحة أو كلمة ساعدوني
أختي الكريمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد قرأت مشكلتك مرات عدة، واحترت كيف أبدأ بردي عليك، ذلك أن مشكلتك يا عزيزتي تتكرر بشكل دائم.
وهي إن دلت على شيء فهي تدل على وجود مشكلة كبرى تعاني منها بنات كثر وفي بلدان عربية وإسلامية عديدة. فأنت إن كنت لا زلت في سن الزواج تقريبًا.
إلا أن هناك من الفتيات من تجاوزن سن الزواج بكثير ولا زلن ينتظرن الرجل الذي يحلمن بالارتباط به.
وإذا كان هذا هو الواقع الذي تعاني منه فتياتنا، إلا ان مشكلتك تختلف عنهن أنك لم تجتازي، والحمد لله، مرحلة الزواج.
حيث إن معظم الدراسات تشير إلى ان سن الزواج ارتفع في كثير من المجتمعات حتى بات يقترب من الثلاثين للفتيات في بلدان عدة، ففي لبنان بينت دراسة قامت بها وزارة الشؤون الاجتماعية أن معدل سن الزواج في بيروت هو 31 سنة للفتاة و35 سنة للشاب.
وأسباب هذا التأخر متعددة منها التغريب الذي طال المجتمعات الإسلامية، ومنها الوضع الاقتصادي الصعب، ومنها تعليم المرأة وخروجها إلى العمل، ومنها غلاء المهور، وما إلى ذلك من أمور قد لا يتسع المجال لذكرها كلها...
ما ورد لا يعني بأني أريد أن أطمئنك بشكل قاطع على أنك ستتزوجين، إذ إنني بذلك أكون أخدعك وهذا ما لا أريده، ولكن أريدك أن تتعاملي مع المشكلة بواقعية، كما أريدك أن تعلمي بأن أحد لن يستطيع أن يؤكد لك حدوث هذا الأمر الذي يقع بيد الله وحده، فهو إن كتب عليك الزواج فسيأتي نصيبك إليك.
وستجدين نفسك عروسة وستفرحين إن شاء الله. أما إن لم يكتب الله عليك ذلك فهذا ليس معناه بأن الفرح لن يدخل إلى قلبك، وانك ستقضين باقي حياتك في تعاسة وشقاء.
لا يا عزيزتي فالسعادة والتعاسة لا تقاس بالزواج أو بعدمه، فكم من امرأة متزوجة ولكنها تعيسة تتمنى لو لم تتزوج.
وكم من فتاة لم تتزوج ولكنها سعيدة لأنها رضت بقضاء الله وقدره، لأنها تدرك بأنها لن تتمكن من تغيير واقع أراد الله أن يبتليها به ليعرف مدى صبرها ورضاها بما قدره لها..
فالابتلاء كما تعلمين يا عزيزتي لا يكون إلا بما لا تحبه النفس أو بما لا تتمناه، ودور الإنسان أمام هذا الابتلاء هو التسليم والرضا حتى يأتي التغيير الذي كتبه الله له مهما كان هذا التغيير وكيفما كان شكله.
أخيرا، يا عزيزتي أنا لم اذكر ما ذكرته كي أبث في نفسك اليأس... لا... ولكن ذكرته لأخبرك بأنك لن تتخلصي من مشكلتك إلا برضاك بواقعك، وبتمتعك بيومك الذي أنت فيه.
وبترك أمر الغد لله سبحانه وتعالى فهو وحده يعلم ما يصلح وما هو مفيد للمؤمن.
أما نحن فما علينا إلا الرضا والتسليم والعمل سواء كان بالعبادة أو بالعمل الدنيوي مثل العلم والعمل ومساعدة الآخرين وما إلى ذلك من أمور تزرع الفرح في النفوس من جهة وتمنعنا من التفكير بمشكلة لا يد لنا في حلها من جهة ثانية.
وفقك الله.
الكاتب: د. نهى عدنان قاطرجي
المصدر: موقع المستشار